في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، يسعى الكثيرون إلى استثمار أموالهم للحفاظ على قيمتها وتحقيق عوائد مادية. تتساءل العديد من الأفراد عن الخيار الأفضل بين شراء الذهب وشهادات الاستثمار، وما يحقق عائداً أكبر. يعتقد خبراء الاستثمار أن كل من الخيارين له مميزات وعوامل ومخاطر تؤثر على العائد المتوقع:
استثمار الذهب
يعتبر الذهب ملاذاً آمناً للحفاظ على قيمة المال في ظل ارتفاع معدلات التضخم، وهو مناسب لجميع الفئات، سواء كانت بمبالغ متوسطة أو رأس مال كبير. قيمة الذهب تتزايد بمرور الوقت، ويمكن الاحتفاظ به لسنوات واختيار الوقت المناسب لبيعه وتحقيق عوائد كبيرة. يجب مراعاة بعض النصائح عند البدء في استثمار الذهب:
- يعتبر استثمار الذهب استثمار طويل الأجل ولا يحقق عوائد مستمرة؛ لذا يناسب الأموال الزائدة عن الحاجة وتحقيق عائد على المدى البعيد لمدة لا تقل عن سنتين.
- يفضل استشارة جهة مختصة أو خبراء في استثمار الذهب قبل الشراء.
- يفضل شراء السبائك والعملات الذهبية لتحقيق عائد من فرق السعر واسترداد جزء من المصنعية، والابتعاد عن المشغولات الذهبية لأنها تحقق عائداً أقل بسبب خسارة المصنعية.
- يجب المتابعة اليومية المستمرة لأسعار الذهب وسعر الجرام لاختيار الوقت المناسب لل
شراء أو البيع.
- ينصح بعدم استثمار كل الأموال في الذهب وجعله جزءًا من محفظة الاستثمار الخاصة بك.ومن عيوب استثمار الذهب:
- عند شراء كميات كبيرة من الذهب، قد تحتاج إلى دفع مصاريف تخزين في البنوك.
- قد يتم الشراء في أوقات غير مناسبة، مما يتطلب انتظار فترة طويلة لتحقيق عائد.
شهادات الاستثمار
تعتبر شهادات الاستثمار اختيارًا مناسبًا للأفراد الذين يبحثون عن عائد ثابت ويرغبون في حفظ قيمة أموالهم، حيث توفر عائدًا ماديًا مستمرًا يمكن أن يكون يوميًا، شهريًا، ربع سنويًا أو سنويًا.
- لا تفقد قيمة الشهادة مع مرور الوقت؛ لأن قيمتها تزيد مع الأرباح والفوائد التي تضاف إلى قيمة الشهادة.
ومن عيوب شهادات الاستثمار:
- العدو الأول لشهادات الاستثمار هو ارتفاع معدلات التضخم، حيث يؤدي التأثير السلبي لهذا الارتفاع إلى تآكل رأس المال.
- لا يتم الحصول على قيمة المال إلا بعد فترة معينة تتراوح بين السنة وثلاث سنوات، والعائد من الشهادات قليل مقارنة بما يمكن تحقيقه من استثمار الذهب.
- لا يمكن كسر الشهادة قبل مضي 6 أشهر، وفي حالة الكسر قبل انتهاء المدة المحددة، يتم خسارة جزء من الأرباح.
في النهاية، يعتمد اختيار الطريقة المناسبة على احتياجات الشخص نفسه. إذا كان الفرد يبحث عن عائد سريع ومستمر، يتجه
إلى شهادات الاستثمار. أما إذا كان يمتلك أموالاً فائضة عن حاجته ويرغب في استثمارها والحفاظ على قيمتها وتحقيق مكاسب منها على المدى الطويل، فإن الخيار الأفضل هو استثمار الذهب.
يجب مراعاة أنه لا يوجد خيار استثمار مثالي يناسب الجميع، ويمكن للأفراد أن يستثمروا في كل من الذهب وشهادات الاستثمار في نفس الوقت كجزء من استراتيجية متوازنة لتنويع محفظة الاستثمار وتقليل المخاطر المرتبطة بكل منهما. ينصح دائمًا بالتشاور مع مستشار مالي محترف للمساعدة في تحديد الاستراتيجية الاستثمارية المناسبة للظروف والأهداف المالية الفردية.